ازدهار سوق العقارات في دبي مع بيع 50 ألف منزل في الربع الثاني

ADVERTISEMENT

اختتم سوق العقارات في دبي للتو الربع الأكثر إثارة للإعجاب حتى الآن. في الربع الثاني من عام 2025، سجلت المدينة أكثر من 50,000 معاملة سكنية، مسجلة زيادة بنسبة 22% على أساس سنوي وارتفاع بنسبة 82% مقارنة بالربع الثاني من عام 2023. وبلغت القيمة الإجمالية لهذه الصفقات 170.5 مليار درهم إماراتي، بزيادة قدرها 27% مقارنة بالربع الأول من عام 2025، مما يجعل هذا الربع هو الأعلى أداءً في تاريخ العقارات في دبي. هذا الازدهار ليس مصادفة. إنه نتيجة لعاصفة مثالية من الإصلاحات الصديقة للمستثمرين، وخيارات الإقامة طويلة الأجل، وبيئة فعالة من حيث الضرائب لا تزال تجذب رأس المال العالمي. لعبت استراتيجية رؤية دبي 2031 دورًا محوريًا، حيث سهّلت ملكية العقارات للمقيمين والوافدين مع تشجيع الاستثمار الأجنبي من خلال اللوائح الشفافة والبنية التحتية الرقمية. جاذبية المدينة ليست اقتصادية فحسب، بل مدفوعة بأسلوب الحياة. بفضل ما توفره من مرافق عالمية المستوى، وأمانٍ عالٍ، وثقافةٍ عالمية، أصبحت دبي وجهةً جذابةً للمشترين الدوليين الباحثين عن الفخامة والاستقرار طويل الأمد. وحتى في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي، أظهر قطاع العقارات في الإمارة مرونةً وزخمًا ملحوظين.

ADVERTISEMENT
صورة بواسطة Francisco Anzola على wikipedia

هيمنة العقارات على الخارطة وانتعاش المنازل الجاهزة

كان من أبرز الاتجاهات المؤثرة في الربع الثاني هيمنة العقارات على الخارطة، حيث استحوذت على 59% من إجمالي المعاملات السكنية، بقيمة إجمالية بلغت 67.8 مليار درهم إماراتي. وتصدرت شركات التطوير العقاري، مثل إعمار وبنغاتي ومجموعة شوبا، هذا التوجه، بإطلاق مشاريع مبتكرة تجمع بين التميز في التصميم والاستدامة والتكنولوجيا الذكية. بلغ متوسط سعر المنازل على الخارطة 1,983 درهمًا إماراتيًا للقدم المربع، متجاوزًا بذلك العقارات الجاهزة التي يبلغ سعرها 1,603 درهمًا إماراتيًا للقدم المربع. ويعكس هذا الارتفاع اهتمامًا متزايدًا من المشترين بالمشاريع الجديدة الموفرة للطاقة، والمزودة بوسائل راحة حديثة وخطط سداد مرنة. ومع ذلك، حافظ سوق العقارات الجاهزة على مكانته، حيث بلغ عدد المعاملات حوالي 21,000 معاملة بقيمة إجمالية بلغت 102.7 مليار درهم إماراتي. ظلت المجمعات السكنية العريقة، مثل مرسى دبي، والخليج التجاري، وجميرا، وجهات جاذبة لكل من المستخدمين النهائيين والمستثمرين. تتميز هذه المناطق بإشغال فوري، وبنية تحتية متطورة، وعوائد إيجارية قوية، مما يجعلها جذابة للمشترين الباحثين عن الاستقرار والراحة. هيمنت الشقق على السوق، حيث شكلت 78% من إجمالي المبيعات، بينما شكلت الفلل والتاون هاوس 19%. ومن اللافت للنظر أن الشقق الفندقية حققت أعلى الأسعار، بمتوسط 2,318 درهمًا إماراتيًا للقدم المربع، مما يعكس الاهتمام المتزايد بمساحات المعيشة ذات العلامات التجارية والخدمات. تُظهر هذه القوة المزدوجة - ابتكار البيع على الخارطة وموثوقية المنازل الجاهزة - أن سوق دبي ليس مزدهرًا فحسب، بل يتطور لتلبية تفضيلات المشترين المتنوعة.

ADVERTISEMENT
صورة بواسطة Mahakmittal061 على wikipedia

التمويل والإيجارات واتجاهات العقارات الفاخرة

شهد الربع الثاني من عام 2025 تحولاً في كيفية تمويل العقارات. ولأول مرة في التاريخ الحديث، تفوق عدد مشتري الرهن العقاري بشكل طفيف على عدد مشتري النقد، حيث تم تمويل 52% من الصفقات. ويشير هذا إلى زيادة مشاركة المستخدمين النهائيين وبيئة مالية ناضجة تدعم تملك المنازل على المدى الطويل. وظل سوق الإيجار قوياً، حيث تم توقيع أكثر من 109,000 عقد إيجار، بقيمة إيجارية سنوية إجمالية بلغت 9.59 مليار درهم إماراتي. وتراوح متوسط الإيجارات بين 40,000 درهم إماراتي للاستوديوهات و240,000 درهم إماراتي للوحدات المكونة من أربع غرف نوم، مما يشير إلى طلب قوي في جميع القطاعات. وكانت معظم عقود الإيجار عقوداً جديدة، مما يشير إلى تدفق السكان وانتقالهم داخل المدينة. واستمرت العقارات الفاخرة في إبهار السوق. كانت أغلى فيلا بيعت في الربع الثاني من العام الجاري عقارًا بست غرف نوم في مجمع EOMEبنخلة جميرا، حيث بيع بسعر 300 مليون درهم إماراتي، بينما وصل سعر أغلى شقة في مشروع بينينسولا دبي ريزيدنسز إلى 170 مليون درهم إماراتي. وتجاوزت أسعار القدم المربعة في مناطق رئيسية مثل جزيرة جميرا باي، ولا مير، وجميرا 2، بانتظام 10,000 درهم إماراتي، مما يؤكد جاذبية دبي للأفراد ذوي الثروات الطائلة. ومع تسجيل 2,367 صفقة عقارية رئيسية، لم يعد قطاع العقارات الفاخرة قطاعًا خاصًا، بل أصبح قوة دافعة في المشهد العقاري للمدينة. هذه المنازل الفاخرة ليست مجرد رموز للمكانة الاجتماعية، بل هي استثمارات استراتيجية في مدينة تواصل صعودها في التصنيفات العالمية.

ADVERTISEMENT
صورة بواسطة McKay Savage على wikipedia

ما هو التالي - الاستدامة، العرض، والجاذبية العالمية

بالنظر إلى المستقبل، لا يزال قطاع العقارات في دبي طموحًا. هناك أكثر من 281,000 وحدة جديدة قيد التطوير، ومن المتوقع تسليمها في عامي 2026 و2027. وتتصدر مجتمعات مثل قرية جميرا الدائرية (JVC) وخليج الأعمال ودبي هيلز استيت هذا التوجه، حيث تقدم مزيجًا من القدرة على تحمل التكاليف والموقع المتميز وأسلوب الحياة الراقي. وقد شهدت قرية جميرا الدائرية وحدها 4,845 صفقة في الربع الثاني، مما يجعلها المجتمع الأفضل أداءً. كما تشكل الاستدامة المستقبل أيضًا. ويركز المطورون بشكل متزايد على المباني الخضراء وتكنولوجيا المنازل الذكية والتصميمات الموفرة للطاقة. وهذه الميزات ليست مجرد سمات عصرية، بل أصبحت ضرورية حيث يعطي المشترون الأولوية للقيمة طويلة الأجل والتأثير البيئي. وتستمر جاذبية دبي العالمية في النمو. ويعزز المشترون الدوليون - وخاصة من المملكة المتحدة والهند وروسيا - الطلب، مدفوعين باستقرار المدينة والمزايا الضريبية والثقافة العالمية. ومع إطلاق مبادرات مثل برنامج مشتري المنزل لأول مرة، أصبح حتى السكان يجدون أنه من الأسهل دخول السوق. تجاوز عدد سكان المدينة الآن 4.1 مليون نسمة، ويستمر قطاع السياحة في الازدهار، حيث بلغ معدل إشغال الفنادق 84% في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025. تعكس هذه الأرقام بيئة حضرية نابضة بالحياة تدعم الاستثمار وأسلوب الحياة. إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فقد يتجاوز النصف الثاني من عام 2025 حتى أكثر التوقعات تفاؤلاً. دبي لا تبيع المنازل فحسب، بل تبيع رؤية للحياة العصرية، والتواصل العالمي، والفرص الاقتصادية. ومع كل معاملة، تصبح هذه الرؤية أكثر واقعية.

أكثر المقالات

toTop